مقتطفات من كلمة حجة الاسلام والمسلمين مجيد انصاري
يعني النضال ضد الاستكبار ومقارعته، بمفهومه الخاص، النضال ضد القوى والحكومات الفاسدة، الظالمة والسلطوية، وهو من الاصول الثابتة للفكر السياسي للامام الخميني (قدس سره)، ومايتغير، هو المسار في ذلك.
قامت نهضة الامام الخميني (قدس سره) على اساس التعاليم القرآنية، منذ بدايتها، ضد النظام الشاهنشاهي المستبد، كمظهر للأستكبار الداخلي والذي تحول الى استكبار عالمي بتدخل امريكا، الانكليز، اسرائيل ودول اخرى، حيث ادرك الامام، ان مايعتري ايران من شقاء، سببه النظام الملكي، الشاهنشاهي المستبد العميل، ولاشيء الاّ بتغيير النظام السياسي، للقيام باصلاحات ثابتة وضمان الحرية والاستقلال للشعب. لذلك، استطاع البدء بكفاح مستميت ، وافشاء مستمر، وتوعية للناس وقاد الثورة من سنة 1341 هـ.ش ( 1962 م) الى منصة الانتصار عام 1357 هـ.ش ( 1987 م)، مما ادّى الى نجاح واتمام المرحلة الاولى ضد الاستكبار، بدعم شامل من الشعب الايراني، وتضحية رفاقه المقربين والثوريين الحقيقيين، وبالرغم من ان التفات الامام الخميني (قدس سره) الرئيسي، خلال هذه الفترة، كان يدور حول مقارعة النظام المجرم المستبد للشاه، إلاّ انه تصدى للنظام العالمي السلطوي، خاصة امريكا، لانها الداعمة لنظام الشاه، بكل ما تحمل الكلمة من معنى!.. فقامت امريكا علناً، بمساندة الشاه ووفرت له الحماية والرعاية، وجمدّت اموال الشعب الايراني، ونشطت اكثر للاطاحة بالنظام الفتي الايراني عن طريق سفارتها في طهران، ودعمت المجموعات المضادة للثورة، والتمرد المحلي والاقليمي والتيارات الانفصالية، وكذلك التخطيط لانقلاب عسكري... ووقفت ضد الثورة الاسلامية ولازالت بما عُرف عنها من استكبار وعُنجهية.. بطبيعة الحال، دخل الامام الخميني (قدس سره) ودخلت الثورة، المرحلة الثانية من الكفاح، اي، الوقوف مباشرة بوجه امريكا، عن طريق احتلال سفارتها، التي اُطلق عليها بحق (وكر التجسس)، بواسطة الطلبة الجامعيين السائرين على خط الامام، وماقام به الامام والشعب، بعد ذلك، بالتصدي البطولي لعدوان النظام البعثي العراقي، الذي فُرض علينا بدعم من القوى العالمية والاقليمية لاسيما امريكا، وما الصمود بوجه التهديد، الحظر والتأمر، إلاّ مشاهد لمقارعة الامام والثورة الاسلامية لتيار الاستكبار.